اذا كنت تبحث يوماً عن السكينة ، السلام الداخلي و الحياة الطيبة.
اذا كنت تبحث عن السعادة ، فسأُقرئك قاعدة ذلك كلّه لتهنأ بحياة رضيّة و كأنك تعيش في جنة الله في أرضه.
القاعدة البسيطة في رؤيتها والصعبة في تطبيقها هي: أن تكون من " الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون" !
فالخوف يا صديقي هو مستقبلك المجهول الذي يقلقك مصيره و الحزن هو ماضيك الذي يقض مضجعك ندماً و حسرة.
من هم الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون؟
هم الذين لايهابون المستقبل ولاينهش الخوف منه من صحتهم و عافيتهم لأنهم موقنين تمام الإيمان و مسلّمين بان الله المدبّر الرحيم سيحكم ويكتب لهم الخير أينما و مهما كان بالشكل المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب.
و لا يأسون على الماضي الذي حدث ولايعيشون في دائرته ولايلعبون دور الضحية بتكرار القصة في عقولهم بؤساً و حزناً!
بل يؤمنون ان ما أصابهم لم يكن ليخطأهم و أن كل ماحدث لهم فهو حدث لحكمة الله و أنه كان الخيار الأفضل لهم ولاشك مهما بدا في ظاهره موحشاً و صعباً.
" بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "
هم الذين تجدهم في حالة شكر دائم لما حدث و لما سيحدث، مسلّمين تدبيرهم لخالقهم "المقيت" ،الذي يعلم وهم لايعلمون.
يشكرونه و يحمدونه ، فكلّما سألتهم عن حالهم تجدهم في حالة عميقة من الامتنان و كأنهم يعيشون معنا في الدنيا لكنهم منعمّين في قطعة خضراء من الجنة.
* المقيت: هو الله المقتدر، الذي يوفّي كامل الرزق للنّاس فهو يعطي كل مخلوق قوته و رزقه على ما حدده سبحانه وتعالى من زمان، أو مكان ، او كم ، أو كيف .. بمقتضى مشيئته و حكمته.
Comments