top of page
Search
  • fatimahalsayel

“قال يا بشرى هذا غلام”

كنت دوماً أرفض فكرة الإنجاب و لا أرى عائداً منها ، كنت أسأل كل أم لمَ؟ و كانوا يجيبوني بأجوبة غير مقنعة .. حتى أتاني شعور لا أعرف كيف أصفه! لا يتجرد بالشوقِ فقط إنها الرغبة الملحة بأن أستيقظ على ابتسامتك التي ستعطي لهذه الحياة معنىً أجمل و أكثر بريقاً ، تعال يا صغيري و ابتسم لي.

“قال يا بشرى هذا غلام” تلوتها لا إرادياً و أنا على مشارف الدخول في نوم عميق بعد ليلة رمضانية طويلة أيقنت لحظتها أنها آية بشرى. بُشّرت بك في رمضان و تيقنت من قدومك القريب .. حين اتصلت بالمشفى لأعرف نتائج تحليل الحمل و التي كانت إيجاباً ، كنت مع أبيك على جسر البحرين أخبرته بالنتيجة لحظتها فجاءتنا نوبة ضحك هستيرية و قمنا بالصراخ فرحاً و خوفاً ، و شوقاً إليك يا صغيري .. في الصباح التالي استيقظت لأول مره و أنت معي في أحشائي تمدني بسعادة لا امتداد لها .. شيء يغمرني يشبه الشوق .. أخاف أن يبدو على ملامحي ، تعال يا جنتي .. ‏أكاد أنويه لجميع من أعرف سواك و لاينتهي ..‏متى تجيء يا حبيبي ؟

أنت الآن قد بلغت خمسة أسابيع ، طولك نصف طول رمشي لا رمش أبيك فبين طولهما أمداً بعيداً.. أكثر شيء تخيلت أني أراه فيك رمش كرمش والدك الطويل .. كانت فرحة جدتاك بك عارمة ، و خاصة جدتك عواطف والتي سجدت شكراً لله بعد أن بشرناها بك ، أحبّوك قبل أن تأتي ، ستجد دلالاً وافراً يغدقك ، و أخشى أن يفسدك .. في أول موعد لي بالمشفى رأيتك في الشاشة و حجمك كحجم بذرة التفاح ، في هذه الأيام نلقبك بـ بذرة التفاح فأباك يوصي فيّا خيراً و في بذرة التفاح .. أصبح لدي ميل كبير للأطفال ، أجلس الآن مع الصغيرات نوفه و ريانه و ساره أكثر ، ألاعبهم و أدرّسهم و أحكي لهم .. حبك يجتاحني و يفيض على كل طفل حولي ، إن كانت هذه الأمومة فأنا أشعر بها بالعمق!

يؤسفني يا صغيري أن أخبرك أني أمك مدمنة! نعم إن هذا العالم أسود بتفاصيله و لا أنصحك بالقدوم إليه ! و أعلم أن قراري بإحضارك إلى هذا العالم أنانية بحد ذاتها .. أنا مدمنة كافيين ، أقتات في صباحي على القهوة و أكاد أكتفي بها ، المصيبة الآن أنني لا أستطيع شرب أي شيء فيه كافيين و إن كان بنسب قليلة ! نعم تخيل حالتي الآن و أنا أستيقظ بلا قهوة تنعش رأسي و بلا منبه يجعل عيناي مفتوحتان إلى المساء .. أقف أمام أنواع القهوة في الدكان و أمتع ناظري بها و أجاهد نفسي أن لا أمد يدي لأيّ منها ، خوفاً على بذرة التفاح ..


..

في رمضاني الفائت

في كل إفطار كانت هناك دعوة واحدة

أرجوا أن تحظى بإجابة

وكانت أنت يا صغيري ..

ها أنت ذا في أحشائي أضع كفي عليك أتحسسك و أقرأ أذكاري و أنويها لنا جميعاً بحب.

في ذلك الصباح وبعد أن صليت الفجر ، استلقيت و وضعت يدي عليك و الأخرى على أباك وهو نائم و تلوت الأذكار و نويتها بحب لنا ثلاثتنا ..

منذ أتيت قررت أن أستحدث لله طاعة بعد أن استحدث لي نعمة ، تمنيت أنها تكون حفظ القرآن و فعلاً بدأت في هذا القرار

لكن سارع ما تركت الحفظ، لا صعوبةً فيه و لكن لصفه سيئة في أمك و هي الفوضى

نعم أنا فوضوية في كل شيء حتى قراراتي و أهدافي بل إن الفوضى هي أساس مشاكل حياتي كلها ..

لكنني أعدك أن أجد حلاً جذرياً لهذه المشكلة بأسرع وقت .. أعدك!

بالأمس رأيتك من خلال شاشة الدكتورة طولك الآن ١سم ، لديك قلب ينبض يا نبض قلبي ..

أصبحت أتخيلك أتخيل ضحكتك و آغاتك ، أتخيل مشيتك الأولى و فخري بك ..

أراك في كل طفل تحتضنه أيدي أبويه و أبتسم

بدأت من الآن بالتفكير في غرفتك ، أين سيكون السرير؟ ماذا سأرسم على الجدران؟

أحياناً أتخيلك فتاه تضيء لي حياتي

و أخرى أجزم بأنك صبي هيّن ليّن يسعد قلبي و يرضيه .. أيما تكن فأنا أحبك كثيراً!

وأحب الوجع و الذبول الذي أشعر به لأنه من أجلك و كل شيء لأجلك جميل ..

خالتك هند حلمت بك قبل أن أبشرها ، حلمت بك فتاه ، لاعبتك و ضحكت معك و رأتك تمشين لأول مرّه ..

كتبت فيك قصيده حين قرأتها لم أستطع أن أقاوم دموعاً كانت تهطل داخلي .. تخيلتك كما حلمت بك ، رأيتك في عينيها ..

هُناكَ بعالمِ اللُّقيَا ..

غَدتْ تعْلوهُ أنسامِ

أتتْ لتزورَنِي فِيهِ ..

وثغرُ التوتُِ بسّامِ

تَقُولُ بأننِي قُربى ..

فَذابَ القلبُ بهيامِ

وتِلكَ البذرةُ الصُّغرى ..

تصُفُّ الغاغَ أنغامِ

لتُخبرنِي بمُجمَلهِ ..

أنِ اسقِ القلبَ بغمامِ

أريدُ السِّقيا لِي حُباً ..

لينمو النبضُ أعوامِ

فقُلت مشَاعري جُلّاً ..

خذي كلِّي بإلمامِ

لتَنبُتِ وردةً بَيضَا ..

يفُوحُ شَذاهَا بمَنامي

ولا أنسَى انعِكاسَاتِي ..

عَلى عَينيْها إلهَامِي

أُلاعِبُها .. أُدَاعبُها ..

فتُعلي الضِّحكَ إجْرَامِ

لعِلمها أنّي فِي شوقٍ ..

لمجِيئِها عَالمَ أيّامِي

وعِند الخُطوةِ الأوْلى ..

تِلكَ الٓـ خطَوتْها الأقدامِ

تتَمايلُ مثلمَا الريمِ ..

آهٍ لجَمالِ الأريَامِ

فتُودِّعُ عَالمَ لُقيَانَا ..

وتودِّعُ عالمَ أحْلامِي

وتَجِيءُ لتَسقِينِي فَرحاً ..

فأقَبِّلُ ذاكَ الإبْهامِ

ولَحُضْنِي مرفأُ سُقيَاهَا

ومشَاعِرُ قَلبِي بتسَامِي

فالطِيْب الخِنُّ لهَا نفَسٌ

والتوتُ الثغرُ البسَّامِ

في دبي ، و في السيارة التفت إلى المقعد الخلفي و قلتُ لوالدك إنني أفتقده كما لو أنه كان هنا يوماً .اشتقتكُ يا صغيري ، أحببت ملابس الأطفال حديثي الولادة ، تأملتها كثيراً و أنا أبتسم ممسكة بيداي و عيناي ترقبانها ببريق عاشق

..لكنني قاومتها لأن الملابس الحيادية أقل جمالاً من المحددة ،

فساعةً أميل للأزرق و ساعة أميل للوردي

نهايةً قررت الصبر بإجبارٍ من أباك.

بدأ شهري الثالث بركضي صباحاً لدورة المياه ، لأُفرغ ما في معدتي و لأول مرّه منذ حملي ! ستضحك إن أخبرتك أني كنت سعيدة من داخلي بذلك ، لأنني منذ كنت طفله كنت أرى الحوامل في المسلسلات يستفرغون و لأن أباك عندما بشّرته بالحمل قال لن أصدّق حتى أراكِ تستفرغين ، فحين حدث ذلك جاءني اليقين المصدّق بحملي ..

لكنّ اليقين الأعمق كان في ذلك الصباح اليقين الذي رفع منسوب الفرح فيني و جعل حبك يفيض من قلبي و يسري في دمي .. في ذلك الصباح رأيتك على شاشة الدكتورة ، رأيتك و لأوّل مره طفلاً صغيراً برأس و جسم .. طفلاً حقيقياً ! لا أستطيع أن أصف شعوري الممزوج بالفرح و الخوف و الرغبة بالبكاء .. هناك طفل في داخلي ! سبحان الله .. سبحان الله هكذا كنت أردد ، طولك ٦ سم و حبّك يفوق حجم هذا الكون يا صغيري .. من حينها و أنا كل ما أتذكر صورتك ينساب الفرح فيني و أبتسم و يزداد شوقي لك ، و لأن أحملك ، أسمع صوتك و أرى ابتسامتك .. سعيدة بـ بطني الذي يكبر ، و بالأيام التي تمضي سريعاً ..

و بحمد الله تيسّر لي موعد مع دكتورة السونار بعد أن استعصى .. فيه رأيتك بوضوح وقد أصبح طولك ١٠ سم ، سمعت نبض قلبك و رأيتك تتحرك و التقطت لي الدكتورة صورةً جميلةً لك .. جننت من السعادة و الفرح فأول ما ركبت السيارة أريتها للسائق و حين وصلت البيت رقصت بها و جعلت الجميع يتفرج عليك و أرسلتها لصديقاتي بالواتس أب و الايميل و بكل و سيلة .. قرّت عيني بك ، و زادت دعواتي لك و ازددت شوقاً و ترقباً يا “الحب كله” إني أحبك حتى أكاد أظن أنني الأم الأكثر حباً لطفلها

شهري السابع، رقم سبعة كان يعني لي الكثير ، رقم العائلة ، فأنا و أخوتي سبعة ، كذلك هو الرقم الأقصى لأرقام هاتف المنزل .. لكنه الآن يعني لي أكثر ، سبعة الآن هي المشارفة على النهاية ، هي لبّ الشوق ، حماسة اللقاء ، و غالباً الخوف من القادم .. زارني منام ليلة الأمس ، كان بين يدي طفل و رغم أني كنت جالسة إلا أنني أسقطته بين يدي .. لم يكن الحلم غريباً لأن الفكرة تراودني مراراً .. ماذا لو أسقطته؟ يداي بطبيعتها ترتجف، لم تحمّلني أمي مهمة حمل صينية لأنها تعلم احتمالية سقوطها، لم أجرؤ يوماً أن أحمل طفل و أنا واقفة .. ماذا لو؟ أفكار سيئة و أضغاث أحلام بدأت تتكاثر في نهاية هذه الرحلة في شهري السابع، لكن كلمات أمي جاءت مطمئنة حين قالت و أكدت أنني لستُ مكلفة بحفظ طفلي فـ له رب خلقه و أوجده من اللاشيئ، اعتنى به في رحمي و سيحفظه بإذنه خارجه .

ماذا يعني أن يخرج مني كائن حي؟ هل سيكون جزءً مني مثل انفصال بعض أجزاء الكائنات البحرية لتكوّن كائنات أخرى مشابهه لها ، تحيط بها ، تذهب أينما ذهبت لكن المخيف في الأمر أن ذلك الجزء يكبر حتماً و يذهب في رحلة حياته بعيداً عن أمه رغم أنه جزء منها .. تلك الفكرة بحد ذاتها مخيفة ، إذ كيف يكون شيء مني لكنه غداً سيكون مختلف عني بأفكاره باعتقاداته بسلوكه و قد يكون متضاد مع ما أريد .. إنه الجزء الذي انفصل عني و لا أستطيع أن أتحكم به . الغريب بالأمر أنني منذ بداية حملي التصقت بأمي أكثر من أي وقتٍ مضى ، أصحبت كل شيء في حياتي إذ لا أستطيع أن أفعل شيء بعد استيقاظي قبل أن أراها و كأنها الشمس التي تعلن بدء يومي ، و لا أستطيع أن أنام قبلها فأغتنم كل فرصة لوجودها . و إن خرجت من المنزل أشتاق لأن أعود لأراها و أطمئن ، تماماً كما لو أنني أُكمل نفسي في حضورها .. أحببتها أكثر ، اعتنت بي و اهتمت لأمري بينما عجز الكثير عن مجرد السؤال لحالي و ضاق الأكثر من شكواي التعب .. تعدُّ لي إفطاري كما لو أنني عدت طفلة ، تحضّر لي عصير الفيتامينات المشبّع بالحُب ، تعرف من أول استيقاظي كيف كانت ليلتي الفائتة مع الأرق انتصر علي أم غلبته .. أظنّها أحبتني أكثر رغم أنها لا تقول كما أني لم أقل لها شيئاً كذلك ، كل ما نفعله أننا نزداد التصاقاً .. وأتساءل

لمَ؟ أهو الجزء الجديد الذي سينفصل عني في الوقت الذي أنا جزء منها أصلاً ؟ لا أعلم لكنني سعيدة بهذا القرب ، و أشعر بالأسف تجاه الإنسان الذكر لأنه لن يعرف يوماً مقدار تضحية أمّه و وهنها حين كان في رحمها ، سيظل يبرّها لظنّه و ظنّه فقد بحجم ذلك الوهن .. . . رحلة الحمل تشبه رحلة حياة الإنسان ، ففي الشهور الثلاث الأولى تكون الحامل ضعيفة خائرة القوى تحتاج للمساعدة كطفل صغير ثم تأتي الثلاث الأوسط فتزداد رياعاً و شباباً يملئها النشاط و تظن أنها قادره على فعل كل شيء و ما أن تلبث حتى تأتي الثلاثة الأخيرة فتعود هزيلة متعبة ثقيلة لكن هذه المرة تعبها يثمر واقعاً تراه في كبر حجم بطنها كما يرى العجوز رغم تعبه ثمرة حياته بالخبرة و المعرفة .. ، و أنا الآن في نهاية هذه الرحلة ، ذابله جداً ، ترهقني أبسط الأشياء ، تُحزنني أسذج الأمور .. ما بين ألم ظهري و ضَعف ركبتي و تخاذل قدمي و بين صراعي مع النّوم أشعر أنّي أشيخ مبكراً ، و لولا المرآة لآمنت أن وجهي امتلأ تجاعيداً و شعري حال للبياض أحب الارتماء إلى سريري و أعجز أن أفارق لذة راحته .. . .

ملاكي الصغير ، مع أننا لم نلتقي بعد ، لم يحصل بيننا أي تواصل سوى الركلات التي ترسلها لي بحب منك و اشتياقٍ مني إلا أنني أستطيع ترجمتها لمشاعر .. بعضها يكون خوفاً ، جوعاً ، غضباً ، أو عدم استحسان لوضعية جلوسي و بعضها يكون قلقاً علي حين تزداد نبضات قلبي فجأة أو يغمرني الحزن تارة .. لذا أجاهد دوماً أن أطرد الأحزان من قلبي ، أخشى أن تصلك يا صغيري .. لأني أعلم أنك تشعر بتفاصيل أملي و خيبتي على حد سواء .. ، يقال أنك الآن تسمعني بوضوح لذا يُنصح بقراءة قصّة حتى تعتادها و تطمئن إذا سمعتها وأنت في سريرك تحاول الخلود إلى النّوم .. اخترت لك أكثر قصّة محببه لقلبي ، قصة نبي الله يوسف بصوت الشيخ ناصر القطامي .. أصبحت أُسمعك إياها قبل أن ننام و أيضاً حين أشعر أنك منزعج من شيء ما ، متأكدة أنك أحببتها و أنك ستطمئن لها و أنت تسمعها في حضني و بين ذراعي ..

يا اشتياقي و فرحي وخيالاتي، هل هناك شعور أجما من ركلة منك في داخلي توقظ السعادة فيّا و تصدح للعالم "أنا هنا"! أيتها الحياة التي بداخلي تعالي و أضيفي لحياتي شيئاً من جمال.

" فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا "

ضعيف هو الإنسان ، لكنه قوي بربّه !

يظن أنه لا يقوى على شيء ما و اعتقاده صحيح إن وكّل أمره لنفسه و نسي أن له خالقاً قادراً على أن يجعل من الحزن إذا شاء سهلاً ..

تأملوا معي قوله تعالى "لا تحزن إن الله معنا ، فأنزل الله سكينته "

متى ما صرفنا جلّ أمرنا لله الواحد الأحد الصمد ، جاءت معيته و تأييده و سكينته .

كنت أظن أن لدي فوبيا من الحمل إذ كل ما ذكر في شأن آلمني بطني و ارتعدت فرائصي .. و ها أنا اليوم أطرق أبواب الشهر الأخير من حملي بحمدالله بعافيه ، لو أن أحداً أخبرني من قبل عن أنني سأحمل و أتحمّل كل ما تحملته لكذّبته فوراً إذ كيف بي أن أمرّ بشيءٍ لا أستطيعه كهذا !

منذ أن طرق التاسع الباب و أنا أترقب كل دقيقة لحظة الولادة كمفاجأة من النوع الثقيل الذي عليك أن تنتظره شهراً كاملاً لا تدري في أي لحظة منه ستبدأ معلنةً رحلة قصيرة من الألم خاضتها إناث الأرض من بدأ الدهور متمنيين جميعهم خلالها أمنية واحدة " يا ليتني مت قبل هذا" لكن أغلبهم لا يموتون بل تتضاعف فيهم الحياة .

لطالما سمعنا خبر "فلانة ولدت" و لم نكترث لها أبداً بل بما جاءت بقولنا "وش جابت!"

لا يخطر على بالنا حجم المعجزة التي مرت بها بمدى ضعفها و وهنها بالقوة التي مدها الله بها لينسلّ منها انسان آخر !

لا يخطر ببالنا قدرة الله الذي أخرج حياً من حي ، لفرط اعتيادنا لم ننظر لهذه الآية بنظرة إعجاز ! كلما ولد طفل جديد ازداد في العالم مساحة من جمال. كنت بين يدي عصفوراً أزرقاً بروح ملاك وعينان من نور.

أن تكونين أماً ذلك يعني أن تتحولي إلى ملاك بقلب أبيض رحيم يخشى على قلب وليده أن يتمنى شيئاً و لا يصل إليه و إن كانت لعبة تتأرجح فوقه و لا تصلها يده ،

قلب يستيقظ ليلاً مرات عدة من نومه ليربت على صغيره و يأخذه بين ذراعيه بحب حتى يعود للنوم..

قلب يسعى طول يومه لأجل شيء واحد فقط .. لأجل ابتسامة ملاكه الصغير .

قبل أن يجيء للدنيا كنت إنساناً و بعد أن جاء أصبحت إنسان برتبة ملاك ..

و كلما تذكرت أن ربي أرحم بعباده بأضعاف أضعاف من قلب الأم بوليدها سكَن قلبي توكلاً و رجاءً و رغبة.

276 views0 comments

Recent Posts

See All

الصفح الجميل

لا أخالفك الرأي بأن عملية العفو و الصفح ثقيلة على القلب، إذ كيف تنسى الأذى الذي حُمّلت به من شخص ما و كيف أتعافى من هذه الأذية التي ربما تمادى أثرها النفسي على بدنك ، فتسرّب الهم على شكل صداع ، ضيق تن

" قولوا للنّاس حُسنا "

ما رأيت أخف من الكلمة على اللسان، تطير في الهواء بلا وزن و لا طعم ولا رائحة و ما رأيت أثقل من دوّيها على القلب. فربّ كلمة أطفأت حرباً ، سالمت بين أخوة أعياهم الفراق ، و داوت قلباً و أضحكت حزيناً و جبر

Post: Blog2_Post
bottom of page