يختلف كل إنسان على وجه الأرض عن انسان آخر في بصمته ولونه و ظروفه و بيته، إلا أننا بشكل ما نشبه بعضنا كثيراً في النهاية. نتصرف و نفكر و نشعر بنفس الأشياء، إننا ننتمي لبعضنا البعض و كأننا أجزاء من شيء واحد.
ويظل يتردد في كل شخص فينا سؤال نبحث عن إجابته، " ما معنى الحياة؟ " ولا خلاف أبداً على أنّ سبب وجودنا في هذه الأرض هو الهدف الأسمى " إلا ليعبدون".
لكنّ معنى الحياة في أرواحنا يتشكّل على حسب القناعات التي نحملها عن هذه الحياة ، فكل إنسان يحمل في روحه قناعة شكلتها تربيته و شخصيته و المواقف التي مر بها من طفولته ، فلن تجد قناعة للحياة مشابهة تماماً بين شخصين وإن كانوا أخوين.
فالبعض يرى حياته فرصة و مغامرة و طريقة لأن يفعل شيئاً مختلفاً، والبعض يراها نكد و ضيق و معوقات لانهاية لها. إن السؤال الأهم من ما معنى الحياة ، هو السؤال هل قناعتي عن الحياة صحيحة؟
ولتعرف الإجابة انظر لقناعتك، هل هي سبب قوة و نجاح سعادة لك في هذه الحياة، أم هي ضعف وخيبة وفشل؟
غالباً الأشخاص الذين يرون الحياة من منظور ضيق لا يتعدى حدودهم الفيزيائية، يعيشون في دائرة واحدة طيلة حياتهم لا يتعدّون منطقة الأمان المريحة بالنسبة إليهم رغم أن خارج هذه الدائرة سيتوفر لهم الأمان الحقيقي الذي سيجلب السعادة و الوفرة و النجاح. يظلون في دائرتهم المغلقة لأنهم يعيشون في خوف مبدأه "ماذا لو فشلت؟". يترددون ألف مرّه ، لأنهم يتصورون الفشل كنتيجة لتجربة أي شيء جديد.
أما الآخرين النجاحين وهمّ القلة ، هم المؤمنين الباحثين عن الأفكار خارج الصندوق و الحياة خارج المألوف لأنه يملكون قناعة بأن بإمكانهم عمل أي شيء و الوصول إلى أي مكان و أنهم حتى لو فشلوا سيجربون فكرة جديدة ناجحة. و لتعرف أي الفريقين أنت؟ انظر إلى قناعاتك وتعريفك للعمل مثلاً ، هل تربط العمل بالتعب و التوتر و الضغط؟ أم تجد فيه الإنجاز والتحدي والقوة فمن خلال إعطائك المعنى للأشياء ستختار طريقة معنى حياتك و كيف ستعيشها.
ومن أسرار الناجحين أنهم بعد أن يغيرون قناعتهم عن الأشياء لتصبح مصدر قوة لهم، تصبح لديهم رؤية واضحة تماماً لما يريدونه وكيف سيصلون إليه و متى سيكون ذلك. فمهما واجهتم العوائق و المشاكل و فشلوا، غيروا طريقتهم و مفاتيحهم حتى يصلوا في نهاية الأمر لأن المبتغى واضح وجلي.
إن الحياة كما قد قيل " هي مغامرة جريئة أو لاشيء"! أرجوك ، لاتعش حياة عادية ،فأنت خليفة في هذه الأرض لتعمّرها بما منحك الله من عطايا وهبات. أرجوك، لاتكرر عمل نفس الأشياء ثم تتوقع نتيجة مختلفة ، وجّه أفعالك نحو رغباتك الحقيقية، لا باتجاه مخاوفك. قرر من اليوم أن تخرج من دائرة الراحة بالقيام بأن تجرب شيء لأول مرّه في حياتك !
댓글